صارت الريح تعبث بتفاصيلها التي تتساقط شيئاً فشيئاً كل مساء
الجزيرة الحمراء تاريخ يتـوارى خلف «المزاليج»
من جص وطين و”بيم” قدت تلك البيوت، من حلم وأمن ومحبة ارتفعت دعائمها، ومن تاريخ وحضارة ارتكزت جدرانها في وجه السنين، (الجزيرة الحمراء) ذاك المكان القصي شرق رأس الخيمة، حين تحط رجلاك بين بيوتها الطينية القديمة وتشتم التاريخ البعيد، يأخذك الشوق لأناس مشوا بين دروبها، وصغار تراكضوا في “سكيكها” وصبايا تراقصت أحلامهن خلف “الدرايش”.
قبل نحو خمسين عاما من اليوم كانت الحياة تزهو في الجزيرة الحمراء المنطقة القديمة في شبه جزيرة الزعاب في رأس الخيمة ، كانت تربتها الخصبة حمراء اللون ومنها أخذت الجزيرة اسمها المعروف لليوم.
مع الحداثة والتطور اللذين رافقا ظهور البترول، انتقل أهل الجزيرة الحمراء لبيوت حديثة، واقفلت “مزاليج” الأبواب على تاريخ يتوارى في البيوت التي تحن اليوم للتحديث والترميم لأنها تسجل بتفاصيل بينيانها فترة مهمة من تاريخ المعمار في الإمارات.
معالم الجزيرة الحمراء
القرية القديمة في الجزيرة الحمراء، بدأ صمود بيوتها ينفذ، وقسوة طينها المحروق تلين، وصارت الريح تعبث بتفاصيلها التي تتساقط شيئا فشيئا كل مساء، هي ذات معالم واضحة، من يمر بها يعرف أن هذا البناء حصن رغم أن ما بقي منه جزء بسيط، لكنك تدرك أنك أمام حصن فعلي، كان مستطيل الشكل له برجان أحدهما دائري والآخر مستدير يحكيان بصمت تفاصيل معارك دفاع أبناء رأس الخيمة عن أراضيهم في زمن الاستعمار البرتغالي.
يجاور البرج الدائري مجمع سكني قديم من بيوت عديدة بأبراج مستديرة تلتف حول ساحة كبيرة، كان يقطنها يوما ما تجار الجزيرة الحمراء.
يمكنك أيضا أن ترى المسجد ذا المئذنة الخاصة، بالقرب من منطقة السوق وساحل البحر السابق، وما يميز هذا المسجد أن مئذنته بنيت بشكل مخروطي ومنفرد في نمط بنيان لم يكن شائعا في الخليج.
من أشهر معالم الجزيرة الحمراء، بيت ( أحمد بن عمران) وهو مسكن بناه أحد أثرياء الجزيرة، بنفس طريقة بنيان بيوت تجار اللؤلؤ في الخليج، يتألف من طابقين، تزينه غرف بنيت بشكل جميل، فمجلس الرجال مثلا كان غرفة فسيحة مزينة بزخارف رائعة، وكوات جدارية مرتفعة بأقواس مصممة بطريقة فنية على طول الجدران في فن يمزج بين المعمار العربي والهندي، وكانت هذه الكوات تستعمل للتهوية، وتختفي في أسفلها كوات مستطيلة للاحتفاظ بنسيم الهواء وإتقاء حرارة الشمس.
نمط البناء
خلط البناؤون القدماء الطين الأحمر والجص بالماء ثم تركوا المزيج على الأرض لتجففه الشمس ثم يحرق في أفران أرضية خاصة قبل أن يطحن ويمزج بالماء مرة أخرى ليتحول إلى مادة بناء قوية التماسك تسمى (الملاط)
وفي الجزيرة الحمراء كانت حوائط هذه البيوت تشيد من الحجارة المرجانية ( البيم) والأحجار الصدفية التي – وبطريقة مجهولة- اكتشف خبراء المعمار في ذاك الزمان قدرتها على العزل الحراري! حيث توضع الأحجار كطبقات ويوضع بينها الملاط ويتم تقويتها بجذوع النخل والأخشاب.
وسقفت تلك البيوت الجميلة باستخدام أخشاب الجندل أو البامبو (المستوردين من الهند وأفريقيا ) التي كانت ترص على مسافات متساوية ويعلوها طبقات من الدعن أو الحصير وطبقات السقف التقليدية، كذلك شاع استخدام البامبو المستورد من منطقة الأهواز جنوب العراق، ومما هو جدير بالذكر أن الأخشاب المستوردة استخدمت بصفة خاصة في العمارة الساحلية.
تعكس بيوت الجزيرة الحمراء النمط البنائي السائد في بداية القرن الماضي، وتصمط تلك البيوت في انتظار الترميم والتحديث من قبل الجهات المختصة، فهناك تاريخ أقفلت عليه الأبواب، ينتظر الترميم ليخبر الأجيال القادمة، عن أسرار أجدادهم الأولين.
الجزيرة الحمراء تاريخ يتـوارى خلف «المزاليج»
من جص وطين و”بيم” قدت تلك البيوت، من حلم وأمن ومحبة ارتفعت دعائمها، ومن تاريخ وحضارة ارتكزت جدرانها في وجه السنين، (الجزيرة الحمراء) ذاك المكان القصي شرق رأس الخيمة، حين تحط رجلاك بين بيوتها الطينية القديمة وتشتم التاريخ البعيد، يأخذك الشوق لأناس مشوا بين دروبها، وصغار تراكضوا في “سكيكها” وصبايا تراقصت أحلامهن خلف “الدرايش”.
قبل نحو خمسين عاما من اليوم كانت الحياة تزهو في الجزيرة الحمراء المنطقة القديمة في شبه جزيرة الزعاب في رأس الخيمة ، كانت تربتها الخصبة حمراء اللون ومنها أخذت الجزيرة اسمها المعروف لليوم.
مع الحداثة والتطور اللذين رافقا ظهور البترول، انتقل أهل الجزيرة الحمراء لبيوت حديثة، واقفلت “مزاليج” الأبواب على تاريخ يتوارى في البيوت التي تحن اليوم للتحديث والترميم لأنها تسجل بتفاصيل بينيانها فترة مهمة من تاريخ المعمار في الإمارات.
معالم الجزيرة الحمراء
القرية القديمة في الجزيرة الحمراء، بدأ صمود بيوتها ينفذ، وقسوة طينها المحروق تلين، وصارت الريح تعبث بتفاصيلها التي تتساقط شيئا فشيئا كل مساء، هي ذات معالم واضحة، من يمر بها يعرف أن هذا البناء حصن رغم أن ما بقي منه جزء بسيط، لكنك تدرك أنك أمام حصن فعلي، كان مستطيل الشكل له برجان أحدهما دائري والآخر مستدير يحكيان بصمت تفاصيل معارك دفاع أبناء رأس الخيمة عن أراضيهم في زمن الاستعمار البرتغالي.
يجاور البرج الدائري مجمع سكني قديم من بيوت عديدة بأبراج مستديرة تلتف حول ساحة كبيرة، كان يقطنها يوما ما تجار الجزيرة الحمراء.
يمكنك أيضا أن ترى المسجد ذا المئذنة الخاصة، بالقرب من منطقة السوق وساحل البحر السابق، وما يميز هذا المسجد أن مئذنته بنيت بشكل مخروطي ومنفرد في نمط بنيان لم يكن شائعا في الخليج.
من أشهر معالم الجزيرة الحمراء، بيت ( أحمد بن عمران) وهو مسكن بناه أحد أثرياء الجزيرة، بنفس طريقة بنيان بيوت تجار اللؤلؤ في الخليج، يتألف من طابقين، تزينه غرف بنيت بشكل جميل، فمجلس الرجال مثلا كان غرفة فسيحة مزينة بزخارف رائعة، وكوات جدارية مرتفعة بأقواس مصممة بطريقة فنية على طول الجدران في فن يمزج بين المعمار العربي والهندي، وكانت هذه الكوات تستعمل للتهوية، وتختفي في أسفلها كوات مستطيلة للاحتفاظ بنسيم الهواء وإتقاء حرارة الشمس.
نمط البناء
خلط البناؤون القدماء الطين الأحمر والجص بالماء ثم تركوا المزيج على الأرض لتجففه الشمس ثم يحرق في أفران أرضية خاصة قبل أن يطحن ويمزج بالماء مرة أخرى ليتحول إلى مادة بناء قوية التماسك تسمى (الملاط)
وفي الجزيرة الحمراء كانت حوائط هذه البيوت تشيد من الحجارة المرجانية ( البيم) والأحجار الصدفية التي – وبطريقة مجهولة- اكتشف خبراء المعمار في ذاك الزمان قدرتها على العزل الحراري! حيث توضع الأحجار كطبقات ويوضع بينها الملاط ويتم تقويتها بجذوع النخل والأخشاب.
وسقفت تلك البيوت الجميلة باستخدام أخشاب الجندل أو البامبو (المستوردين من الهند وأفريقيا ) التي كانت ترص على مسافات متساوية ويعلوها طبقات من الدعن أو الحصير وطبقات السقف التقليدية، كذلك شاع استخدام البامبو المستورد من منطقة الأهواز جنوب العراق، ومما هو جدير بالذكر أن الأخشاب المستوردة استخدمت بصفة خاصة في العمارة الساحلية.
تعكس بيوت الجزيرة الحمراء النمط البنائي السائد في بداية القرن الماضي، وتصمط تلك البيوت في انتظار الترميم والتحديث من قبل الجهات المختصة، فهناك تاريخ أقفلت عليه الأبواب، ينتظر الترميم ليخبر الأجيال القادمة، عن أسرار أجدادهم الأولين.