بسم الله الرحمن الرحيم
ساعدت مواطنةٌ شرطة دبي في القبض على مشعوذ ودبرت له كميناً بالتنسيق مع الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، حتى ضبط متلبساً وهو يزاول أعمال سحر داخل مكتبها في إحدى الشركات في دبي، وفق مدير الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي في شرطة دبي، العميد خليل ابراهيم المنصوري، الذي أكد أن «تعاون المواطنة يع####استجابة فئة من المجتمع للحملة التي أثارها من خلال «الإمارات اليوم» للتخلي عن السلبية في التعامل مع الجوانب الأمنية»، لافتاً إلى أن المرأة لم تتردد في مساعدة الشرطة حتى لا تتكرر جرائم المتهم وأساليبه الاحتيالية.
وقالت المواطنة، التي فضلت عدم ذكر اسمها، لـ«الإمارات اليوم» إن مسؤولي التحريات في مركز شرطة نايف استجابوا لها سريعاً ووضعوا لها خطة لمساعدتهم في القبض على المتهم، لافتة إلى أن أوهمها بإخراج قطعة صلبة سوداء كبيرة من بطنها، مدعياً أنه سحر دبره أحد خصومها للإضرار بها وبأسرتها».
وفي التفاصيل، قال مسؤول أمني إن «الواقعة حدثت الأسبوع الماضي، حين تلقت الشرطة بلاغاً من امرأة مواطنة حول وجود شخص يدعي قدرته على إخراج السحر من الجسد، وأنه اتفق معها على تقاضي مبلغ من المال مقابل إنقاذها من سحر دبره لها أحد خصومها».
وأضاف أن «رجال التحريات والمباحث الجنائية في مركز نايف، نسقوا على الفور مع المرأة واعدوا كميناً للرجل حتى ضبط متلبساً بحوزته مبلغ مالي تقاضاه منها مقابل إخراج سحر من جسدها، وأقر بجريمته وأحيل إلى النيابة العامة لمواصلة التحقيق معه».
من جانبها، شرحت المواطنة تفاصيل القضية، قائلة إن «الواقعة بدأت حين دخل عليها في مكتبها شخص عربي الجنسية يبدو في الأربعينات من عمره وأخبرها بأنه بائع نظارات، فاعتذرت له لعدم حاجتها إلى نظارة، لكنها فوجئت بالرجل ينظر إليها يخبرها بأن شخصاً ما دبر لها سحراً وأنه أدرك ذلك من ملامحها».
وأضافت أنها سألته عن تفاصيل السحر، فقال لها إنه نوع من الأعمال وضع في جسدها، وعرض عليها إخراجه مقابل مبلغ مالي، فدخلت معه في مفاوضات لتقنعه بجديتها في التعامل معه والسماح له بفك السحر، وفي النهاية اتفقا سوياً على إخراج «العمل» مقابل 1000 درهم كما حددت له موعداً لاحقاً لزيارتها في مكتبها لتنفيذ الاتفاق لأن الوقت الحالي غير مناسب.
وأشارت إلى أنها بادرت على الفور بالاتصال بشرطة دبي، وروت التفاصيل للمسؤولين في مركز شرطة نايف، وأعد لها رجال التحريات والمباحث الجنائية في المركز خطة محكمة لاستدراج الرجل وإيقاعه في أيدي الشرطة، لافتة إلى أنهم طالبوها بمجاراته حتى يجري أعمال الشعوذة، ويضبط متلبساً بجريمته، إضافة إلى نسخ صورة من الـ1000 درهم التي ستقدمها له حتى تكون دليلاً في القضية».
وأوضحت المواطنة أن «الرجل حضر في الموعد المحدد على أمل الحصول على المبلغ المتفق عليه، وطلب منها إحضار كوب من الماء ووضع سكر فيه، وبعدها طلب منها النفخ في الكوب وقرأ عليه بعض الكلمات، ثم طلب منها المسح بالكوب على بطنها واستجابت لكل طلباته، فأعاد قراءة الكلمات نفسها في الكوب، وبعدها فوجئت بقطعة سوداء من مادة صلبة لم تحدد طبيعتها موجودة داخل الكوب، وأوهمها الرجل بأن هذا هو السحر المدبر لها، وأخبرها باسم زوجها وأن العمل يستهدفه كذلك». وتابعت «بعد انتهائه من طقوسه وبمجرد خروجه من المكان، فوجئ المشعوذ برجال التحريات والمباحث الجنائية في انتظاره واقتادوه إلى مركز شرطة نايف، وهناك اعترف بجريمته ومزاولته الدجل منذ نحو 16 عاماً، وتم الاستماع إلى إفادات المواطنة التي أوقعته وأحيل الرجل إلى النيابة بتهمة مزاولة الدجل والشعوذة».
إلى ذلك قـال مـديـر الإدارة العامة للتحـريـات والمباحث الجنائية العميد خليل ابراهيم المنصوري، إن هذه القضية تثبت استجابة فئة من الأشخاص لدعوة شرطة دبي إلى ضرورة تفاعل المجتمع مع الجوانب الأمنية، منوهاً بالدور الذي نفذته المرأة للقبض على المتهم حتى لا تتكرر جرائمه.
وأشـار إلى أن شـرطـة دبي وفـرت أرقـام هـواتف مجـانيـة للاتصـال بـها، تشـمل خــدمـة «الأمـين»، مـؤكـداً أن «شــرطة دبـي تحافظ على سرية الاتصال وهوية المبلّغ بل وتقدم مكافآت مجزية وشهادات تقدير، لافتاً إلى أن معظـم الشعـوب في الـدول المتقدمة لديها حس أمني، ويلعب الفرد فيها دور رجل الشرطة في منزله وفي الشارع». وأفاد بأن «شرطة دبي تحرص على التعامل مع المجتمع بشفافية فلا تتستر على جريمة أو تخفي مؤشرها الأمني، مشيراً إلى أن الوضع في دبي مطمئن وتمت زيادة عدد الدوريات في الميدان حتى يشعر الناس بالأمان والاطمئنان، ويتعاونوا معها في مكافحة كل أشكال الجريمة».